أخبارأخبار وطنية

توتر بكلية الآداب بالجديدة.. نقابتان في صلب الموضوع ودعوة إلى تدخل عاجل لرئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي

تعيش كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة حالة من توتر نقابي وإداري متصاعد، إثر تبادل بيانات بين نقابتين تمثلان الشغيلة الإدارية داخل المؤسسة، هما النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية (CDT) والنقابة الوطنية للتعليم العالي (UMT)، وذلك على خلفية تباين المواقف بشأن تدبير الشأن الداخلي والعلاقة بين الإدارة والمكاتب النقابية.

ففي بيان استنكاري صادر بتاريخ 3 أكتوبر 2025، حمّلت النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية (CDT) إدارة الكلية مسؤولية الاحتقان القائم، متهمة إياها بـ“التضييق على الحريات النقابية وحق الإضراب”. وأشارت إلى أن الغياب المزمن لعميد الكلية أدى إلى استفراد الكاتب العام بتسيير شؤون المؤسسة، مما تسبب في ارتباك إداري وتداخل في الاختصاصات بين المصالح.

كما نددت النقابة بما اعتبرته مضايقات واستفزازات متكررة يتعرض لها بعض الموظفين من طرف الكاتب العام، وصلت حدّ تسجيل محادثات داخلية وخلق جوّ من التوتر الدائم، معتبرة أن هذه الممارسات “تمس كرامة الموظفين وتتنافى مع القواعد الإدارية والأخلاقية”.
وأضاف البيان أن الإدارة لجأت إلى تكليف عمال شركات المناولة بمهام إدارية حساسة كالتسجيل ومتابعة الحصص الدراسية، في مخالفة للقوانين المنظمة للوظيفة العمومية وللقانون رقم 09-08 المتعلق بحماية المعطيات الشخصية.

وأكدت النقابة أن هذه الأوضاع “ساهمت في خلق مناخ من الاحتقان داخل المؤسسة، وتغذية شعور بالإقصاء وفقدان الثقة في الإدارة”. وطالبت رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بـتدخل عاجل وحازم لإيقاف ما وصفته بـ“التجاوزات الإدارية وضمان احترام القانون وحكامة التدبير”.

في المقابل، شهدت النقابة الوطنية للتعليم العالي (UMT) تطورات داخلية لافتة، تمثلت في صدور ثلاثة بيانات متتالية ما بين 24 و27 أكتوبر 2025. فقد أعلن المكتب الإقليمي في 24 أكتوبر تضامنه مع الكاتب العام والعميد، بينما أصدر المكتب الوطني في اليوم الموالي بيانًا مغايرًا عبّر فيه عن دعمه لموظفي كلية الآداب بالجديدة. وفي 27 أكتوبر، أصدر المكتب الجهوي والمحلي بيانًا مشتركًا أوضحا فيه أن موقف المكتب الإقليمي “لا يمثل سوى رأيه الخاص”، مؤكدين التزامهما بالدفاع عن حقوق الموظفين وصون كرامتهم.

ويرى عدد من الفاعلين النقابيين والإداريين أن الحل الحقيقي لأزمة كلية الآداب بالجديدة يمر عبر الحضور الدائم للعميد وتسييره للمؤسسة من داخل مكتبه، مع الالتزام بالهيكلة الإدارية السليمة واحترام الموظفين وفتح باب الحوار، إضافة إلى وقف كل أشكال التضييق أو الترهيب الإداري أو المسّ بكرامة العاملين.
وتعتبر نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT) أن هذا المسار هو الخيار المعقول والمنطقي لتجاوز الاحتقان وضمان استقرار المؤسسة في إطار من الشفافية والمسؤولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى