واقعة لفنيدق تعري سياسات حكومة اخنوش
بقلم : المحجوب هندا
يوم 15 سبتمبر يظل خطيرًا في تاريخ المغرب الحديث باعتباره يومًا بارزًا لحدث مأساوي، يكشف عن مشاكل اجتماعية عميقة. في هذا اليوم، التقت مجموعة من الشباب المغاربة، الذين يحاولون التطلع إلى المستقبل مشرق وبعيدًا عن الآفاق، عبر بوابات سبتة، وهي منطقة مغربية محتلة مو إسبانية، في أمل العبور إلى أوروبا، ويصور هذا الخروج الجماعي دراما الهجرة السرية، التي أدت إلى تعبئة هائلة للقوات الامنية والسلطات المحلية في الفنيدق.
هذا المشهد المؤثر، حيث يخاطر الشباب بحياتهم، مدفوعين بحلم حياة أفضل على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، يثير العديد من الأسئلة حول مسؤولية الحكومة المغربية، المتهمة في الواقع بعدم قدرتها على تقديم بدائل قابلة للتطبيق لهذا الشباب المحبط. وإذا كانت الهجرة غير الشرعية ظاهرة عالمية، وغالباً ما تتأثر بعوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، فإن القلق الذي يتجلى هنا يبدو أيضاً نتيجة لفشل السياسات العامة في تلبية توقعات الشباب.
ياما سمعنا اغاني لفنانة مغاربة ، المشبعة بحب الوطن، تتناقض بقسوة مع الواقع الذي عاشه هؤلاء الشباب في ذلك الأحد المشؤوم. الذي ابقضة الحالمين بمغرب مزدهر وعادل للجميع الى واقع يبدو بعيد المنال بالنسبة لجزء كبير من المغاربة.
وفي اليوم السابق، حاول شباب، برفقة مهاجرين أفارقة، الدخول عنوة إلى سبتة عبر الجبل، وهو العمل الذي انتهى بمشاهد عنف وأضرار مادية كبيرة.
وقد تم تنسيق محاولة التوغل هذه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يثير تساؤلات حول التنظيم والدوافع وراء هذه العملية الجماعية. ومن المسؤول عن هذه الفوضى؟ ما هي القوى الأساسية التي تغذي هذه الحركات؟
ولهذا الحدث المأساوي أبعاد عديدة. فمن ناحية، يكشف ضعف الشباب المغاربة ويأسهم في مواجهة مستقبل غامض. ومن ناحية أخرى، فإنه يسلط الضوء على دور المغرب كحرس حدود لأوروبا، وهو الموقف الذي يبدو، للمفارقة، أنه يجبر البلاد على إدارة الأزمات الداخلية في حين ينظر إليها على أنها حصن ضد الهجرة غير الشرعية.
وبعيدًا عن كونه خبرًا بسيطًا، فإن يوم 15 سبتمبر هذا يجسد أزمة أعمق بكثير: أزمة الشباب المغربي، الذي تخلت عنه حكومة فشلت في الاستجابة لتطلعاتهم في العيش الكريم ،وغياب افاق لمستقبلهم ،مما جعلهم البحث عن مكان مثالي في ضفة اخرى يحقق لهم بعض من مطالبهم .
ويشكل هذا الحدث دعوة واضحة للحكومة لتحمل مسؤولياتها.



