أخبارمقالات

المغرب.. مسار حافل بالإنجازات في قضية الصحراء من الحسن الثاني إلى محمد السادس.

بقلم : المحجوب هندا ناشط صحراوي

Advertisement

تمثل قضية الصحراء المغربية أحد المحاور الاستراتيجية في السياسة الوطنية للمملكة، حيث عمل ملوك المغرب، من الراحل الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس، على تعزيز السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية من خلال مقاربة شاملة تجمع بين الحسم الدبلوماسي، التنمية الاقتصادية، والتعزيز العسكري.

الحسن الثاني.. قائد التحرير واستعادة السيادة

لعب الملك الراحل الحسن الثاني دورًا حاسمًا في الدفاع عن مغربية الصحراء، عبر خطوات استراتيجية عززت موقف المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، كان أبرزها:
تنظيم المسيرة الخضراء (1975): الحدث المفصلي الذي أعاد الأقاليم الصحراوية إلى المغرب بطريقة سلمية، حيث دعا الحسن الثاني 350 ألف مغربي للمشاركة في هذه المسيرة التاريخية، ما أجبر إسبانيا على التفاوض وتوقيع اتفاقية مدريد التي أقرت بانسحابها وتسليم الإدارة للمغرب وموريتانيا، اضافة لتوقيع المغرب على اتفاقية مدريد (1975): التي منحت المغرب أساسًا قانونيًا في سيادته على الصحراء، ومهدت الطريق لاستكمال الوحدة الترابية.
ويعد بناء الجدار الأمني (1980-1987): إنجاز عسكري استراتيجي مكن المغرب من تأمين معظم أراضيه الجنوبية وتقليل تحركات جبهة البوليساريو، ما أسهم في استقرار الأوضاع العسكرية.
علاوة على تعزيز الدبلوماسية المغربية: تمكن المغرب في عهد الحسن الثاني من إقناع العديد من الدول بعدالة قضيته، ما أدى إلى تراجع الاعتراف بجبهة البوليساريو وتقوية الموقف المغربي على الساحة الدولية.

محمد السادس.. مقاربة شاملة للحسم في ملف الصحراء

واصل الملك محمد السادس مسار الحسم في قضية الصحراء، متبنيا استراتيجية شاملة تمزج بين العمل الدبلوماسي، المشاريع التنموية، والتحركات العسكرية لضمان سيادة المغرب على أراضيه الجنوبية.

وعرف في عهده العديد من الانتصارات الدبلوماسية غير المسبوقة ،
كالاعتراف الأمريكي (2020): في خطوة تاريخية، اعترفت الولايات المتحدة رسميًا بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء، ما فتح المجال لمزيد من الاعترافات الدولية ، وفتح قنصليات في العيون والداخلة: منذ 2019، قامت أكثر من 30 دولة بفتح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، في اعتراف عملي بمغربية الصحراء، كما نجح في تحويل المواقف الأوروبية: في 2022، غيرت كل من إسبانيا وألمانيا موقفيهما لصالح المغرب، معتبرتين أن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي للنزاع.

وفي اطار تعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبيةأطلق الملك محمد السادس النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية (2015) باستثمارات تجاوزت 77 مليار درهم، ما جعل المنطقة قطبًا اقتصاديًا هامًا عبر مشاريع استراتيجية، مثل ميناء الداخلة الأطلسي ومشاريع الطاقة المتجددة، ما يعزز الاستقرار والاندماج الاقتصادي.

يتجلى لنا الحسم العسكري والأمني في تأمين معبر الكركرات (2020): في عملية ناجحة، تمكن الجيش المغربي من إنهاء الاستفزازات في المعبر الحدودي، مؤكدًا سيطرة المغرب الكاملة على حدوده مع موريتانيا.
كما قام بإضعاف جبهة البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي حيث نجح المغرب في تقليص نفوذ البوليساريو داخل المنظمة الإفريقية، مستفيدًا من علاقاته القوية مع دول القارة.

اليوم، تقف المملكة المغربية في موقع قوة غير مسبوق بفضل رؤية ملوكية استراتيجية جعلت قضية الصحراء حسمت سياسيًا ودبلوماسيًا لصالح المغرب. فبعد عقود من العمل المتواصل، أصبح المجتمع الدولي أكثر اقتناعًا بأن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد القابل للتطبيق، في وقت يتزايد فيه الدعم الدولي لمغربية الصحراء، وتتراجع أصوات الانفصال والعزلة الدبلوماسية لجبهة البوليساريو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى